أزمة غياب عبد الحميد !



" جزء المعاناة "


سافر عبد الحميد !
وأعلن والدي من فوره براءته من كل ( مشوار ) يخصنا !
والأزمة الحقيقية بدأت هنا !
حيث ترافق مع هذا الحدث تجهيز أختي لعرسها ..
فتفاوضنا مع والدي ودارت النقاشات حول مصير هذه العطلة التي بدت أولى أماراتها ..
فدراستي في الصيف ستبدأ ، والمراكز الصيفية ستهلّ قريبًا - صبح مساء -
وأخي التحق بالنادي ، وفوق هذا وذاك عمل فاطمة الرسمي في المشفى !

وافق أبي أخيرًا على مضض .. لكن بشروط :
1- أن تكون وجهتك على طريق وجهته .
2- إذا ذهبت إلى هناك قد لا يتكفل بإرجاعك !
3- أن لا تفكر أبدًا بالخروج أثناء المباريات !
وكان الاتفاق الأخير بين أبي وفاطمة حول أوقات عملهما ..
حيث كان لزامًا على فاطمة أن تنسى الوقت الذي كانت تستيقظ فيه أيام عبد الحميد ..
وستكون سعيدة بأجرها الذي سيصلها كاملا هذه المرة بلا حسومات !


حمدنا ربنا وشكرناه !
وتتالت الأيام بسلام ودون مشاكل .. ريثما أحسسنا أن الأمور باتت تنفلت وتخرج عن السيطرة !
فنتيجة لغياب عبد الحميد تعرضت ( استراحتنا ) المليئة بالأشياء الثمينة للسرقة ،
وسُرِق من والدي أشياء عزيزه عليه !
قرر بعد ذلك فرض حراسة مشددة عليها وضاعف عدد كلاب الحراسة ،
واستبدل الأبواب الزجاجية بأخرى حديدية ثقيلة ..
وطوّق النوافذ بسياج متين .. وقرر وضع ( كاميرات ) للمراقبة وأنظمة إنذار !
حتى كادت ( الاستراحة ) تتحول إلى مبنى البنتاغون !
وهدأت الأوضاع بعد هذه الحادثة ..


وفي غضون أسابيع من رحيل عبد الحميد تعرفنا على نصف سيارات الأجرة التي في المدينة ..
ونالنا منهم ما نالنا من قصص وحكايا وأخبار !
ففي إحدى الصباحات خرجت في الخامسة فجرًا مع أخي بحثًا عن سيارة
حتى أتمكن من الذهاب إلى جامعتي ..
وكان أخي طوال الطريق يصرخ " وينك يا عبد الحميد ! "
وجدنا إحدى السيارات في الوقت الضائع ، وعندما وصلنا إلى المحطة كان القطار قد طار !
وسجلت " غائبة " في محاضرات ذلك اليوم !

جائتنا عروض من الجيران لاستعارة سائقيهم من شدة ما كنا نلاقي من عذاب !
وكلما تذكرت تلك المآسي التي مرت بنا أضحك بشدة !
لأن ما دفعناه لقاء تنقلاتنا يفوق أجر عبد الحميد بأضعاف ..
وكلما تأخر بطلنا في العودة .. تزيد أزمتنا اتساعًا حتى طالت أخيرًا
ابن خالتي ( إبراهيم ) المسكين ، فهو من المتضررين من سفر عبد الحميد ..
فقد أوقفه والده هو وسيارته لخدمتنا قرابة الشهر .. يخرج من أجلنا في اليوم بمعدل
خمس مرات !
وكنت أناديه دون قصد " عبد الحميد " وأشعر بعينيه تحدق بي وتود لو تلقي بي من النافذة !

ومن ضمن المتضررين أيضًا .. تلك الأرانب المسكينة التي كان بطلنا يعتني بها ..
فمنذ أن سافر .. بدأت تهزل وتموت واحدًا بعد آخر !


في نهاية الأمر .. من الواجب علي أن أجزم أن هذه الإجازة من أمتع الإجازات التي مرّت علي ..
وأن درايتي بطرقات المدينة وصلت حد الاحتراف !
وتعلمت أن مهارة الحفاظ على المواعيد أثمن من الوقت نفسه !
وأنني قررت أن أدعو الناس على عرسي بالبريد !
لأنني كدت أهلك جرّاء اللف والدوران في أنحاء الخبر وما جاورها
مع إبراهيم سالف الذكر لتوزيع بطاقات الدعوة !
نصيحة للجميع .. البطاقات الإلكترونية : أوفر ، وأجمل و ( أريَح ) !!


أطال الله أعمار آباءكم وأدام لكم سائقيكم وكثّر ( في الخير ) مشاوريكم !


مريم = )

"بمناسبة عودة سوبر عبد الحميد"


1 سيزداد البهاء بتعليقكم ~:

ربا التركي يقول...

كادت عيناي تدمع تفاعلا .. : )

الموضوع بطل .. مثل عبدالحميد .. : )


و .. ( قرّت عينك ) ؛)

إرسال تعليق