
في إحدى ليالي رمضان الساكنة ..
عزم النادي التطوعي لشباب الخبر أن يقيم برنامجًا ترفيهيًا
للأطفال المصابين بالسرطان ..
جاءتني فرصة للمشاركة وجهزت عتادي .. ووضبت مع مجموعة من الصديقات
ركنًا بسيطًا .. علّنا نُدخل سرورًا إلى تلك النفوس البريئة ..
في داخلي لم أكن قد هيأت نفسي لما سأراه
ولم يخطر لدي أنني سأقابل ذاك الفتى !
المشهد الذي علق في ذهني منذ تلك الليلة ..
عندما كنت منهمكة مع الأطفال نصنع الدُمى معًا ..
وقعت عيناي على عمر .. فتى تجرّه أخته يزاحم الأطفال ..
كان فيما يبدو لي أنه مصاب بأورام في وجهه - سلمنا الله وإياكم -
ملامحه ذائبة في بعضها .. فلا العين عين !
ولا الأذن أذن !
كُتلٌ هائلة على وجهه المُحْمَر المُتَقرّح !
والشفاة متدلية قد بدت منها بقايا أسنان !
لم أشهد مثل هذا في حياتي !
وكل ما كنت أردده حينها .. [ يا رب أبعد هذا الفتى عني ! ]
وكنت أراه يقترب !
إلى أن وصل إلى طاولة زميلتي وهو يحمل كعكته الصغيرة التي صنعها لتوّه !
هو لا يرى .. وبالكاد يسمع !
أتى إلي بعد أن فرغ من هناك ..
وكان لديّ خيارين إما أن أهرب أو أن أنصاع له !
وجلس أمامي وتحدث بصوته الشجيّ : [ خالتو .. خالتو .. شو عندكن هون ؟ ]
أخبرته أن هذا ركن الدمى ..
فما كان منه إلا أن استأذنني أن تشاركه أخته في صنع واحدة ..
أنا لم أراقب وجهه فحسب ، بل تبّدت لي روحه البيضاء المنشرحة
تبدّى لي قلبه الراضي !
كان يصنع الدمية ويتمتّع بلمسها فقط !
تحسس في طرف الطاولة فانوسًا صغيرًا .. وقال : [ خالتو .. ممكن تعطيني متل هي ؟ ]
هرعت لأبحث عن الفوانيس الأخرى ، وكل التي وجدتها كانت معطلة لا تعمل ..
لكنه فاجئني وهدّ تماسكي .. وقال : [ لا أنا بدّي واحد يضوي ]
أواه يا عمر .. أتريد أن تضوي عتمتك التي غشّاها عليك المرض ؟
ياللرضى الذي وهبه الله إياك !
كيف نستطيع نحن أن نواجه مرضًا كهذا .. فضلا عن أن نحيا معه كما يعيش الآخرون !
كما يعيشون فقط !
وليس كالقلوب التي يحملونها !
فالكثيرون منا لا يعرفون الرضا .. ولا يحترفون الفرح !
قلب مثل عمر أحرى به أن يجذب القلوب إليه !
كيف استطاع أن يحيى بروح نقية .. بجسد ينهش فيه المرض !
بلباقة لم أعهدها .. ودّعني !
ولم ألبث أن سمعت صوته من وسط القاعة ينشد ..
حبايبنا حولينا .. نسّم يا نسيم علينا ~
مريم =)
24 /9 /1430
4 سيزداد البهاء بتعليقكم ~:
ياااااااهـ يا أخية ..
أي جرح تفتق في هذا الهجيع ؟؟
أم أي تأنيب خالط أنفاسي ؟؟
نحن الأسوياء لا يكاد الأسبوع يخطف أيامه إلا وهو مثقل بالسخط ، والتأوه ..
حقاً زلفى لهؤلاء!
_ يبتليهم بالمصائب ليطهرهم من المعايب _
(الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثير من الناس )
دمتي لقلبي الفرح ^ *
الحمدلله .. الحمدلله .. الحمدلله
ياه ، أي رضى هذا الرضى ، وأي سعادةٍ يعيشها !
وكأنما يعيش في نعيم نفسي !
كنت انتظر طلت قلمك بلهفه اختاه..
وطل علينا بحروف تحمل بين جوانبها الم وامل
عاش قلمك..
وعاش عمر
آوتش :" ..
الله يشفيه ويعافيه ، ويرضيه دنيا وآخرة :"
مؤثرة مريم ..
إرسال تعليق