ستة أيام في العاصمة !


" الجزء الرابع "


الساعة الخامسة والنصف ..
أطفأت المنبه وأيقظت دلال .. وتجهزنا بسرعة لنتمكن من التواجد في البهو في تمام السادسة ..

ومع النسمات الصباحية الباردة التي اكتست بها العاصمة سرنا جميعًا إلى المركز .. كانت أغلب زميلاتنا متحمسات ، لا أعلم لماذا فقدت جزءًا كبيرًا من التوتر والحماس عندما أُخبرنا البارحة أننا لن نُناقش في المادة العلمية التي سيحتويها الفيلم .. سنذهب فقط لنحصد الآراء ونجيب على التساؤلات إن وجدت .. 

 
عندما اطلعنا على الدليل وجدنا أن الفيلم سُيعرض أربع مرات في اليوم ، وبين هذه الفترات كان متاحًا لنا أن نحضر جلسات عرض البحوث .. لذلك قررنا أن نحضر فترة عرض الأفلام الأولى ، ثم نذهب لحضور جلسة في إحدى القاعات ..

حان وقت عرضنا .. وخفق قلبي بشدة .. التفتّ على دلال وابتسمت لها .. اختصرت كل مشاعري بتلك الابتسامة .. وأنصتّ بكل حواسي !
صحيح أن مكان عرض الأفلام ، وطريقتها لم تكن كما توقعنا إلا أن التجربة بحد ذاتها ممتعة ..




انتقلنا الآن إلى قاعة " العلوم الإنسانية والاجتماعية " حيث كانت جلسات الفقه ستبدأ بعد دقائق ..
شعرت بهيبة عندما دخلت القاعة ، الأوضاع مرتبة للغاية ، والآلية المتبعة لإدارة الجلسات ممتازة ..

كانت الطريقة كالآتي :
- القاعة مدرّجة ومقسمة إلى جزأين ، علوي " للنساء " يطلّ على جزء سفلي " للرجال " ينتهي بالمسرح ومقاعد المحكّمين ومنصة الإلقاء ..

- الجلسة الواحدة تُدار برئيس للجلسة ومقررٌ لها يقوم بتنبيه الباحثين على الوقت .. حيث كان لكل باحث 15 دقيقة فقط للإلقاء وخمس دقائق لتقديم الآراء ..
يتقدم الطالب إلى منصة الإلقاء حيث يكون التحكم بالعرض من هناك .. أما بالنسبة للطالبات فتكون منصة الإلقاء في الجزء العلوي من القاعة حيث بإمكان الطالبة التحكم بالعرض أيضًا ورؤية المسرح بوضوح ..
ويتواجد للتحكيم عددٌ من رجال العلم أو عدد من علماء الهندسة أو الطب حسب مجال البحوث علمًا أن لكل محور من هذه المحاور قاعة خاصة بمثل هذه المواصفات تقريبًا ..
وبعد أن ينتهي الطالب من عرض بحثه يبدأ الدكتور بنقده إيجابًا أو سلبًا ويتطرق لأدق تفاصيل البحث ..
في نهاية الجلسة التي تحوي من أربعة إلى خمسة بحوث يُفتح المجال لمداخلات الحاضرين ..

كان الاستماع إلى بحوث الطلاب ممتعًا ، وقد اكتسبت خبرة جديدة في كيفية عرض البحث والنقاط التي يجب أن يتناولها الباحث ..
وزاد إعجابي أيضًا باللجنة المنظّمة وبالتقنيات المستخدمة ولو كان بوسعي لشكرت كل شخص يختبئ خلف هذا الجهد ..




قبل أن نرجِع أخذنا جولة على المعرض المصاحب ووجدته معرضًا يستحق الزيارة .. فقد استمتعنا برؤية اللوحات والصور والابتكارات ..

عدنا إلى الفندق وأخذنا قسطًا من الراحة بعد تناول وجبة الغداء ، وخرجنا بعد صلاة العشاء قليلا في جولة للتسوق ، ورجعنا إلى الفندق عند العاشرة تقريبًا واجتمعنا مع الزميلات لتناول العشاء ..

في تلك الليلة لم تكن تنوي دلال أن تعيدنا إلى الغرفة وتحاول بشتى الوسائل إقناعي بالخروج قليلا لنستنشق الهواء بجانب حوض السباحة - الذي يكون خاليًا تمامًا في هذا الوقت - والتنزّه في حديقة الفندق ..
وبعد أن وافقتُ أخيرًا ، ذهبنا إلى كل الأماكن التي استطاعت أن تذهب إليها أقدامنا ، وقررت الآنسة دلال عقد مساجلة شعرية تحت ضوء القمر لاختبار الذاكرة في جو ساحر خلاب ..
في نزهة لا تنسى !


مريم =)
الثلاثاء
16/3 / 1431 هـ

2 سيزداد البهاء بتعليقكم ~:

غير معرف يقول...

نبض البراءة (رنود)
متابعة وبشوووق ~
هل من الممكن أن أعرف اسم الفلم الذي شاركتي به ؟

مريم =) يقول...

مرحبًا =)

عنوانه : لا تعلّم بلا انتباه ..

إرسال تعليق