معلمة.. في طَور النمو !






حصلت اليوم على آخر نتيجة في درجة البكالوريوس ، التي استفرد بها " التدريب الميداني " كآخر مقرر نلتحق به في الجامعة ..

ثلاثة أشهر أرتدي فيها رداء [ المعلمة ] وتتهادى إلى مسمعي [ أبلة مريم ] لمئات المرات في اليوم من أفواه الصغيرات !


في الأمس ذهبت إلى المدرسة لأجمع ما تبقى من حاجياتي ، بعد أن غبت عنها قرابة الأسبوعين ، كانت خالية تمامًا إلا من إداريتين ، بقيتا لإتمام بعض الأعمال ..
وفي المكان المعتاد الذي كنت أصبّح فيه على زهرات الحديقة خلعت عباءتي ، وودت لو أجلس قليلاً أستقي من نهر ذكرياتٍ جارف جرى عليّ الآن !


في هذا المكان بالذات تسللنا أنا والصغيرات في صباح أحد الأيام فقطعنا المسافة من بوابة المدرسة الداخلية مرورًا على ساحة العشب ووصلنا أخيرًا إلى كومة أخشاب وُضعت خلف غرفة الحارس .. وكل هذا كان لاقتفاء أثر قطة !
اكتشفنا في النهاية أنها نائمة ، فقلت لصغيراتي أنها ربما سهرت ليلتها وأعياها التعب فنامت هنا !
وأنه يجب علينا أن لا نزعجها .. فارتسمت خيبة بنكهة مضحكة على وجوههن !
وسرعان ما تفرق الجمع وهربنا جميعًا عندما سمعنا جرس الطابور !
كانت تتملكني خلال تلك الأيام سعادة الطفولة ونشوة الصبا ..
وعادت دماء " المشاكسة " تجري داخلي !





كان من نصيبي في هذا الفصل ثلاث تلميذات صغيرات " دانة - نورة - روان " كُلّفت بتشخيصهن وتدريسهن ..
تحاشيت أي طريقة تقليدية في التدريس ، وكنت أفعل ما يسير على هواي !
لم أستخدم الطاولة والكرسي إلا نادرًا ، فقد كنت أحب الذهاب إلى مصلى المدرسة الواسع ، والجلوس على مقاعد أسفنجية ، نقرأ قصة ، ونلعب مع بعضنا ثم نتبادل الحكايا معًا !




كانت أجمل لحظة عندما أهمّ بالذهاب لأخذ [ دانة ] من فصلها ، فأمسك بيدها وأقول لها " نركض ؟ " فتهز رأسها موافقة بابتسامة جميييلة !
فأركض وإياها إلى غرفتنا لنبدأ درسنا الممتع ، كنت أستمتع كثيرًا كثيرًا مع صغيراتي ، وأشعر بسيل من السعادة حين أسمعهن يقرَأن صفحةً كانت شديدة الصعوبة فيما مضى !

أما ( نورة ) ذات السنوات السبع ، وصاحبة القصص والمغامرات ، كانت تقطع الدرس من منتصفه لتأتي بذكر قصة قام بها أخوها الصغير ليلة البارحة ، في شيء لا يمتّ للدرس بأية صلة ، فكنت أضحك على براءتها وأسلوبها العفوي !
كنت أدعها تقوم بما تشاء ، فلا مانع من أن تجلس " متربعة " على الطاولة أمامي وأنا أشرح ما دام في ذلك راحة لها وقدرة أكثر على الفهم !




" روان " كانت مختلفة عن الجميع ، فلأن مشكلتها كانت في الرياضيات كان التعامل معها سلسًا وممتعاً ..
درّستها في غرفتنا وفي المصلى وفي المكتبة وفي ممرات المدرسة !
وعلى الأرض أو الكرسي أو الطاولة !
كانت تتشوق إلى الحصة كما أتشوق أنا !





وفي آخر نشاط للقراءة قمنا به مع صغيراتي ، وقد كنا على السجّاد نرسم ونلوّن معًا ، أخبرتهن أن هذا آخر أسبوع لي معهن ..
وأنني لن آتي إلى المدرسة مجددًا ، هنا توقفت نورة وقالت :
[ والله أغيب إذا ما جيتي يا أبلة ] !!


دمعت عيناي !
من أجل نورة ، ومن أجل أيامي التي قضيتها هنا ..
كمعلمة ما زالت في طور النمو !!


مريم =)

10 /7/ 1431 هـ

19 سيزداد البهاء بتعليقكم ~:

غير معرف يقول...

يااااااااه :"""
اللهم بَارك
هذا المعلمات و لا بلاش ()

غير معرف يقول...

تحية للأستاذة مريم

وهنيئا للصغيرات بها

أيام جميلة أتوق لتجربتها

تمنياتي بالتوفيق والسعادة،،

ضياء ~

أنفاس الرحيل يقول...

هنيئًا لهم بمعلمة كمريم : )


التعليم رسالة عظيمة عظيمة
وجمييييلة لمن يعيها !

،

وأشتاق لمريوم ()

غير معرف يقول...

وأنا دمعت عيناي غاليتي ,, بوركت وبورك عطاءك أسال الله أن يوفقك ويعينك على نشر العلم النافع


MIRYAM

دلال* يقول...

بورك العطاء ...يا مبدعة()..

وحتماً ستشتاقين لهن ..


* آخر نتيجة بكالوريوس لم تبكيكِ حدّ الآن :d

غير معرف يقول...

بارك الله فيك
أنتظر رؤيتك بجانبي معيدة ...

ضوءْ ..! يقول...

ياااااه يا مريم ..
التدريس نزهة يومية ممتعة للغاااااااية ..
لم أكن أحسبها كذلك حتى مارستها يومياً ..
[ العقبى لكِ ] :)

مريم =) يقول...

يا مرحبًا =)

باقات أوركيد لكم جميعًا ..

.

أنفاس :: واشتقنا نحنُ كذلك ="

دلال :: لم تتحرك الغدد الدمعية بعد ! ذذ

مفكرة إسلامية يقول...

مريم ..

ايش رايك تدريسني؟ ذذ

فطومة يقول...

آه يا مريم

لا أشك بإبداعاتك أبداً

هنيئا لصغيراتك أن كنت معلمتهن

غير معرف يقول...

يا حظهم فيك والله =)

مبارك لكِ النجاح و التميز في عملك

( عقبال ما تصيرين أبلة مريم بحق و حقيق )


مودتي
فاتن =)

غير معرف يقول...

يا الله .. لقد عشت معك هذه الذكريات وكأنني كنت معك..
كم هو جميل عطائك يا مريم .. ونحن كذلك سنفتقدك كثيرا في الجامعة ..
لا بد أن نراك قريبا في الرحلة الموعودة..
أختك : رحاب الفريج :)
أحبك في الله

مريم =) يقول...

× مفكرة : درسيني وأدرسك ذذ

× فطومة : يا أهلا =)

× فاتن : تسلمين يا غالية =)

× حيا الله أستاذة رحاااب ، إن شاء الله أشوفكم قريبًا ^^

غير معرف يقول...

ياااه ماأجملها تلك الأيام كانت ممتعة

وتستحقين لقب أفضل معلمة مبدعة

بوركت ياغالية

سارة

سم سم يقول...

مريوم ليست فقط افضل معلمه

مريوم افضل صديقه وافضل اخت وافضل محفزه

اتمنى ان تكون تلك الذكريات محفوره في الذاكره

الى الابد..

اختك سميوو

Sallomah يقول...

واااااااااااااااو شعور جميل بالتأكيد
أسأل الله ان يكتبه لي
وفقك الله في مستقبلك
مبدعة كما هو متوقع منك

غير معرف يقول...

نبض البراءة
أسأل الله أن يكتب لك الأجر |~
هنيئا لصغيرات انك معلمتهن|~

SaRoOh SaLmAn يقول...

..
أولاً ،
مُبآركـ نجاحكـ
مُباركـ تفوقكـ
مُباركـ تخرجكـ ..

ثانياً ،
كم اشتقت لتلكـ الأيام "أيام أبله مريم"
كنت أتوق لسماع التقرير اليومي لـ الأبله و خصوصاً سوالف نورة ^^
و بما أنهن بنات مريم فأنا كنت أشعر حقاً أنني خالة ،
مع أنني لم ألتقي بهن أبداً !

.. أختكـ ، سارة (=

مريم =) يقول...

=)

شكرًا لكم عزيزاتي ..

وربي يبارك فيك سيور ..

إرسال تعليق