ثلاثُ شَعرات ونصف !



إنه العام الثالث بعد العشرين ، وحان وقت مراجعة الأهداف وتصفيتها ..
مضى الوقت دون أن أشعر ، وقد كنت منشغلة ً تمامًا إلى الحد الذي فوّتُ فيه
وقت ميلادي بشهرين !

كنتُ قد خططت لإنزال هذا الموضوع في ذلك اليوم كافتتاحية أستقبل بها عامي الجديد ،
لكنني نسيت بالطبع ، وضاعت ورقة هذه الفكرة مع الأفكار الكثيرة هنا وهناك !



.

هل بلوغي لهذا العمر سببٌ في تَحوّل شعري من الأسود إلى الأبيض ؟
صُعقت تمامًا حين تأملتُ الشعيرات الثلاث التي تَخللت مقدمة رأسي ،
وعندما أدخلتُ أصابعي أتفحصها وجدتُ ورائها مجموعة أخرى !
توقفتُ عن العدّ واكتفيتُ بهذه الثلاث دليلاً على تقدمي في العمر !


ثلاثٌ وعشرون سنة !
ماذا فعلت منذ أن ولدتني أمي وحتى هذه اللحظة ؟
إنه وقتٌ طويلٌ جدًا ، وأظن أنه كافٍ لقيام دولة وسقوط أخرى ،
فهل عساي قمتُ خلال تلك المدة ، بشيء ما حرّك العالم خطوة إلى الأمام ؟
أو لأكن أكثر واقعية ، هل قمتُ بعمل أضاف شيئًا جديدًا لأمتي ، بلدي ، مجتمعي ، نفسي ؟
ربما ينبغي عليّ للإجابة عن هذا السؤال أن أقوم بعملية إحصاء للإنجازات التي قمت بها ،
دوائر التأثير التي أحدثتها ، وما تعلمته ، وما قرأته ...
وكل ما أخشاه أن تصيبني تلك القائمة بالإحباط !


عندما كنت صغيرة في مرحلة التمنّي والأحلام - والتي مازلت أعيش بعض تفاصيلها حتى الآن - كانت تراودني أفكار شرسة لتغيير العالم أو خوض مغامرات غير عادية ، القفز بالمظلة ، ركوب منطاد ، رحلة إلى القمر ، التزلج في جبال الألب ...
أمنيات لاتعدو كونها ضربٌ من الجنون لكنني مازلت أتمناها !
أن نسافر للأقصى ، وأن نشد الرحال إلى القدس ، كلها أحلامي التي تيقنت أن أحققها يومًا ما !



بهذه المناسبة ( الثلاث عشرينية ) التي ذكرّتني كالمعتاد بحادثة قديمة غريبة بعيدة !
وهي حكاية السلطان الشاب صاحب الثلاث وعشرون سنة ( الرقم المميز لهذا الموضوع )
الذي غيّر العالم دون وَجَل ، بفتحه لعاصمة إمبراطورية الدنيا وقتها - القسطنطينية - بحصونها وقلاعها ..
ولم يكن بمقدور السلطان محمد التحرك والصمود دون وصفة سريّة لا يعرفها الكثيرون في أيامنا هذه !

محمد الفاتح رافق شيخه ( أقشمس الدين ) في أيام طفولته وصباه ، معلمًا ومؤدبًا للأمير الصغير ..
كان كلما مرّ به على الساحل أشار إلى أسوار القسطنطينية الحصينة التي تتراءى من بعيد " ثم يقول له : أترى هذه المدينة التي تلوح في الأفق ؟
إنها القسطنطينية ، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن رجلا من أمته سيفتحها بجيشه ، ويضمها إلى أمة التوحيد " *

{ لَتُفتَحن القُسْطَنْطِينِية، و لَنِعمَ الأمِيرُ أمِيرُها، و لنِعمَ الجَيْش ذلِكَ الجَيْش }

ومَا زال الشيخ بالصبي يريه المدينة ، ويملأ صدره قوة وعزيمة ، حتى تمَكّن من فتحِها بَعدَ مُضيّ السنين ، بعدما استعصت على الفاتحين من قبله !

السلطان محمد الفاتح شاب صغير استطاع أن يُحدِث تغييرًا هائلا في أقوى دول العالم آنذاك ،
حيث رسم خطةً مُحكمة تسير نحو هدف واضح ، بنفسٍ مؤمنة متوكلة !



صحيح أن الثلاث والعشرون سنة قد مرّت عليّ دون أن يحدث الشيء الذي خُلقت من أجله إلا أنني سأسعى إليه بتوفيق ربي وتأييده ..
سأسعى إليه سواء ظهرت الشعيرات البيض أم لم تظهر !


مريم =)

14 / 2 / 1432 هـ


إذا لم تزد على الحياة شيئا فأنت زائدٌ عليها !
الرافعي


9 سيزداد البهاء بتعليقكم ~:

رحاب الفريج يقول...

موضوعك فعلا يشحذ النفس أن تقف مع نفسها .. وتفكر

ماذا فعلنا ؟! ماذا أنجزنا؟!


وكم سيبقى لنا !

غير معرف يقول...

تقدرين بإذن الله ..
يكفي و الله همتك المتقدة دوماً للتغيير .. أتعلمين حينما يتبادر في ذهني ( مريم )
مريم = صاحبة الابداع و الفكر الغير اعتيادي

ما اجامل بس جد دايما احس كذا ^_^

<< فيها من نفس جنونك " تراودني أفكار شرسة لتغيير العالم أو خوض مغامرات غير عادية ، القفز بالمظلة ، ركوب منطاد ، رحلة إلى القمر ، التزلج في جبال الألب ..."


بارك الله فيك =)


فاتن خليفة

غير معرف يقول...

عندما اتذكر اسم "مريم" ... تزدحم الكلمات بالمشاعر للتعبير عنها ! لا اعلم كيف ارتب كلماتي لتصوير بالضبط ما هي "مريم" !أهي الوردهـ النقيه أم النفس السخيه  او هي الابتسامه الشفيه او هي التواضع كلهُ بأفواه الاجمعيه ||. رزقك الله رضاهـ والجنه ()

غير معرف يقول...

وقفة راااائعة
بوركت في الثلاث عشرينيتك ... وما بعدها _ أقطع _ بأنه يحمل غيثا سحاً

مريم =) يقول...

أستاذة رحاب / وأكوام اشتياق كبيرة جدًا جدًا !
شكرًا لكِ =)

أستاذة فاتن / حياااااك يا رفيقة ، أجل يللا قدّااام ^^

.

وشكرًا لبقية المعقّبين ، بِودّي أن أعرف من أنتن =)

غير معرف يقول...

مريم سنرى اجل الإنجازات من مريم

والتي تتوقد نشاطاً وحيوية

أحبك

سارة

غفر الله لجدي واسكنه فسيح جناته وجمعني وإياه مع الرسول وصحبه الكرام وإياك وكل من يمر هنا في الفردوس

فن ~ يقول...

ولنكن نحنُ التغيير الذي نريده في هذا العالم .

غير معرف يقول...

مازلت اتمنى ان فترة العشرين ماتنتهي
صدقتي العمر يمضي وماسوينا فية شي ....مفيد
وقفة رائعة

حلم الامه يقول...

كمانتي جمبله يامريم لانكي تفتحين عقولنا على اشياء نحن بحاجه ملحه لان نذكرها دائما
اختك حلم

إرسال تعليق