النادي



2/2

لم تَسِر الخطة على ما يرام في اليوم الثاني إثر توعّك جدتي وانتقالها إلى المشفى لأخذ الفحوصات اللازمة ..
جرى تعديل سريع على الجدول واكتفينا بتنفيذ الجزء الثاني منه ( رحلة إلى مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية ) " سايتك " وكان الهدف الرئيسي للرحلة هو مشاهدة فيلم بتقنية ( I Max ) عن أعماق البحار لذلك كنت من أول المتحمسين للرحلة ..
جهزّنا بطاقات تعريفية بأسماء الأعضاء تحسّبًا للطوارئ وللدخول في ( الجو ) ، ويبدو أنها كانت سببًا في خصم سعر التذاكر =) !



 


دخلنا إلى القبّة العلمية مقر عرض الأفلام ، وجلستُ برهة مندهشة من هذا المكان الرائع و خيّل إليّ أنني دخلت إلى كرة ( غولف ) عملاقة !




كانت مقاعد المشاهدة مصطفة على مدرّج في مواجهة السطح الداخلي للقبّة وتختلف زاوية كل صف عن الصف الذي يليه فالمقاعد التي تكون في الصف الأول تأخذ وضعية التمدد وتتدرج الزاوية حتى تأخذ وضعية الاعتدال في الصف الأخير ..
أخذَنا المرشد إلى المقاعد ذات الرؤية الأفضل ، وقد شعر الأطفال بالرهبة في البداية خصوصًا بعد إطفاء الإنارة ..

سينما ( I Max ) شيء يستحق المشاهدة حيث صنّفت بأنّها أكبر شاشة عرض سينمائي ، ويبدو على ما أعتقد أنها مخصصة لعرض الأفلام الوثائقية ، حيث تُشعرك القبّة أنك في وَسط الحَدَث ، أما طريقة عملها فتُشرح بأسلوب مدهش يضيق المكان لذكره هنا ، لذلك أنصح الجميع بزيارة القبّة وعدم تفويت المتعة =)
لكن أنصحكم بلبس سمّاعات الرأس في بداية العرض عزلًا لأصوات الموسيقى في أول الفيلم ..

يظهر أنني انغمست في وصف القبّة ونسيت موضوع النّادي ، عذرًا عذرًا ..
اتخذ الأطفال مقاعدهم وانهمكوا في مشاهدة الكائنات البحرية الغريبة ، كان الفيلم ثريّ جدًا بالمعلومات الجديدة عليهم ( وعليّ أيضًا ) عالم عجيب وكأنه في كوكب آخر ، بيئات مخيفة وأخرى خلاّبة ، دقّة في الخلق وحكمة في التسيير جمالٌ آسر ، وعالمٌ فتّان ..
في أعماق البحار مشاهدٌ تجعلك تسبّح في كل حين ، سبحانه بديع السماوات والأرض !
45 دقيقة قضيناها في مشاهدة الفيلم ، وبعد انقضاءه سألت الأطفال عن المشاهد التي عَلِقَت في أذهانهم ، وعن أغرب الكائنات التي رأوها وكانت الإجابات تُنبئ بانتباه جيّد ولله الحمد ..


اليوم الثالث
عدنا إلى الأجواء التعليمية واجتمعنا للبدء بالنشاط الأول ( قراءة قصة ) فجلس الأطفال حولي وبدأنا بقراءة القصة معًا ، كانت قدراتهم القرائية والاستيعابية ممتازة لذلك لم أتكلف كثيرًا في التركيز عليها ، فانتقلنا إلى النشاط التالي المتعلّق بالقصة ( صنع الأقنعة ) بحيث تحاكي شخصيات القصة الرئيسية وكان هذا النشاط ممتعًا مضحكًا ، فاختار كل عضو أحد الحيوانات المتواجدة في القصة ( فيل ، دب ، نمر ، قرد ) ووزعتُ عليهم الأدوات اللازمة وبدأوا العمل ..


   

 


 


بعد الانتهاء احتفظنا بالأقنعة لحين يوم الغد - بإذن الله - 


أما النشاط الأخير فكان مختلف تمامًا ، أحببنا أن نعزز لدى الأطفال شعور البذل للآخرين ، ومفهوم الصدقة ، فقررنا توفير مستلزمات للشتاء ( قبعة / قفاز / جوارب ) حيث يقوم الأطفال بتغليفها ، ثم توزيعها على العمالة الأجنبية ..

وبدأنا العمل بحماس =)
 




خرجنا جميعًا لتوزيعها ..
" يكفي أن نرى هذه الابتسامة =") "





اليوم الرابع
لَبِس كل عضو قناعه استعدادًا لقراءة القصة السابقة ، كلٌ حسب دوره ، كنت سعيدة من مستواهم القرائي ( ربما لأننيكنت أتعامل دائمًا مع أطفال الصعوبات ) ، وجلسنا بعد ذلك لاستخراج الكلمات الجديدة والصعبة وخرجنا بكمٍّ من الكلمات مما يدل على قدرة جيّدة في التمييز ..





وفي نهاية هذا اليوم خرجنا إلى الرحلة الأخيرة ( حديقة الحيوان ) وكانت حديقة صغيرة وهادئة استمتع فيها الأطفال بمشاهدة الحيوانات وإطعامها ..




انتهت أيام النّادي بسلام ، ولا شك أن النّقص والقصور ملازمان للعمل البشري ، وحيث أنها التجربة الأولى فلابد أن تكون درسًا لي ..
العمل مع الأطفال ممتع متعب يحتاج إلى صبر وحذر لأنهم يلتقطون أي تصرف منك وقد يتمثّلونه دون أن تدري !
الدرس الآخر أن المدرسة تعطي المعرفة للأطفال وتنتهي علاقتها بهم - في الغالب - خارج أسوارها ..
ومهمّتنا نحن أن نرعى تلك ( العقلية ) الصغيرة ونلاحظ جوانب الإبداع فيها حتى لا تخبو الشعلة ويتضاءَل البريق !


يبدو أنني أطلت أكثر من اللازم !
دمتم بإبداع

مريم =)


* شكرًا جزيلاً للمساعِدات أسما وسارة وجويرية =)

6 سيزداد البهاء بتعليقكم ~:

متطوعة يقول...

يالإبداع النادي وتميزه .. مدونة أكثر من رائعة عزيزتي مريم وأنشطة جميلة استمروا بارك الله فيكم :)

Unknown يقول...

ههههههههههههههههههه
أقف مذهولة معجبه بهذا العمل والكم الهآئل من الابدآع في طيآته .!!

ولكن سرعآن ماتدآركت ذلك كون المشرفة والمنسقة وصآحبة الفكره هي ( مريم ) .. فلا عجب في ذلك الابدآع !!

عآفآكٍ الرب مريووم ..
والمره الجايه خذيني معك ^^

غير معرف يقول...

ابداااااااااع تسلم الايااادي...
استمروااا فإنكم في القمه:)

غير معرف يقول...

يعطيك العاافية فعلا تجربة مشوقة يمكن أجربها مع بنات عمامي الصغار ^_^


فاتن خليفة

غير معرف يقول...

كيفَ هيَ الحيَاة
إذا كنتِ فيها
نبضَةً مِعطاَءة ؟
,
دام شَذاك ريامي ....

وطبتِ وطاب مقامك ِ....


~* تتوق روحي للقياك يا ريااااامي القلب *~

مريم =) يقول...

شكرًا لكم يا كرام ~
ولكم فسحة أيضًا في قلب مريم =)

إرسال تعليق