منعطف حاد جدَّا !

هكذا فجأة !

ككل الرَّغبات في هذه الدُّنيا التي تأتي بعد جوع ..

" رغبة الكتابة " لا تتمالك نفسها أمام ورقٍ فارغ وفوضى داخلية !

حين تكتب لتشفي نفسك ..

أو لتطبطِب عليها قليلاً !

ليس بسبب ألم أو شيء من هذا القبيل ..

قد تكون بسبب تقلُّبات لا شعورية لا يستطيع الكيان احتمالها ..

قد تكون الكتابة وسيلة جانبية لاستعادة التَّوازن !

لمعرفة ما إذا كنَّا نستطيع الاستمرار في الحياة على نفس الوتيرة أم لا !

ربما لا تأتي الحياة كما نتخيل ..

وهذا هو الحال الذي كتبه الله على بني آدم ..

شيءٌ فوق التَّصور ، في حدود الخيال ..

ما كنت أصدِّق أنني سأرتبط يومًا ما برجل ؟!

أحيانًا الانشغال في هذه الدنيا يُنسينا ما قد يعترينا ..

ننسى أننا سنتزوج ، ننسى أن نجهِّز مكانًا لتلك المشاعر الجديدة !

في لحظةٍ ما شعرت أني كالأطفال أتعلم لغة جديدة ، حروفها غريبة عنّي تمامًا !

وكلماتها تلامس مكانًا عميقًا في القلب !

شيءٌ يصعب التَّعبير عنه ، لكنَّه يثير الفوضى بلا شك !

كان عليّ أن أتقبل وجود شخص آخر في حياتي ..

أبدأ معه من حيث انتهيت ، كان عليّ في أيام قليلة أن أعيد كتابة الأهداف بنظرة مختلفة،

وأدوِّن أهدافًا جديدة تناسب ما طرأ على الحياة !

بين يومٍ وليلة صار نمط التَّفكير مضاعفًا ، لا أفكر بنفسي فقط !

كل شيء يجب إخضاعه لتلك المعادلة !

في هذا المنعطف واجبٌ عليّ أن أضع حدودًا واضحة لشخصيتي كي لا تذوب وتنمحي ..

وأرتب مشاعري وأصنِّفها بحكمة ، وأدرك جيِّدًا أن حُب الأصدقاء شيء وهذا الأمر شيءٌ آخر تمامًا !

كل شيء فجأة أصبح له معنى جديد ، وكأني قد ارتديت للتو عدساتٍ بلونٍ مختلف ..

كأنني أتعرف لأول مرَّة على الحياة ، وأنَّ قلبي بات ينبضُ مرتين !

لم تكن مهمَّة إعادة التَّوازن سهلة إطلاقًا !

لكنَّها قاربت على النَّجاح ، وبأقل عدد من الخسائر ..

وأهم ما في الموضوع أنني تعلَّمت صنع الكعك لوحدي =)

أتمنى أن نكون أسرة مسلمة سعيدة =)

مريم =)

13 / 3 / 1433