مُجْتَمعُ طُهر







أحيانًا نملك حُلُمًا , نملك جسدًا , لكن النّفس [ صغيرة ] !



موعدنا كان في الحادية عشرة صباحًا , وقد اتفقتُ معها أن اُفَرِّغ صباح هذا اليوم لها , فحَدَثُ اليومِ لا يُفوّت أبدًا !
لا أعلم لماذا شعرتُ - وأنا في طريقي إلى المشفى التخصصي لعلاج الأورام – بأني محظوظة جدًا حيث تيسّر لي حضور هذه المناسبة المميزة من بين الكثيرين الذي يُحبون " فاطمة  ", كُنّا نترقب هذا الموعد منذ مدّة !



آخر جرعة من العلاج الكيميائي  !


لم تَكُن الزيارة متاحة للجميع , إلّا أن خمس دقائق - أو ربما أقل -  لا يمكن تفويتها أبدًا !

دخلتُ غرفة العلاج على عَجل أختَصِر كل المسافات وكل الجُمَل لأبقَى أكثر مع فاطمة ..

" فاطمة " لم تتغيَّر عليّ مطلقًا .. الابتسامة هي ذاتها , والعينان كذلك !


كانت تَجلِس في وسط الغرفة على يمينها ويسارها مريضات أخريات على وجوههن تتناثر الأسئلة , ورغم اللون القاتم , الذي خيّم على الغرفة كان بين يديها كتاب جميل [ كيف تحقق حلمك ؟ ] ظلّ هذا العنوان عالِقًا في ذهني زمنًا !

فالمفلسون من الأحلام كثيرون ووحدكِ أنتِ - بكُلّ ما فيكِ - ثريّةٌ جدًا  !


هكذا تيقّنت أنّ الروح الرّاضية لا يضرُّها مرض , وأنّها تستحق جزاءً بغير حساب !

عامٌ كامل مرّ منذ أن اكتشفت فاطمة هذا المرض .. افتقدتها فترة طويلة قبل أن تخبرني بهذه الحقيقة , لم أكنْ خائفةٌ على ( روح ) فاطمة , لأنّي أعرفها جيّدًا  !

لكنّي كنتُ أتلمّس بين حروفها خوفًا كامنًا غريبًا عنها .. فوضعها كان مادّة خصبة للأقاويل والآراء والحكايا  ..
ها هي الآن على آخر العتبات تودّع أيام المرض , والله يبتلي لأنّه يُحب , فكيف إذا قوبل هذا البلاء بالصبر ؟
الحمدلله أن فاطمة ما زالت بيننا بعيدًا عن كل الأوهام والقصص , وبعيدًا عن كل يأس  !


عادت بعد المرض لتكون [ مُجتَمَع طُهر ] ليسَ لها وحدها , بل لكل فتاة ما زالت بين أمواج المرض ..




زوروا مجتمع طُهر =)

http://www.m-tohr.com/vb/



مريم 

21 / 10 / 1432 هـ





.



رسالة فاطمة التي وصلتني
في آخر فجر للجرعة  =")
..

"  السبت ، فجر آخر جرعة و الحمد لله  "



صَبَاحُ السّلاَمَة ..

صَبَاحٌ يَغْبِطنِي عَلى فَرَحِي ..

يُنَادِيْني ، يُقبْلني ..

يَقُص عَليّ آلامِي ثمّ يَمْحُوهَا ،

تمَامَاً كَأقلامِي وَ مِمْحَاتِي ..



صَبَاحٌ للدّنَا أشْرَق ..

يُطَالِعُني بِنُورِ عَيْنيهِ 

يُصَافِحُني بِدِفءِ كَفّيْهِ

يَتلو عَليّ آيَاتٍ أقَدِسُهَا ،
بِحُبٍ بَيْنَ جَنبَيْهِ ..



صَبَاحٌ يَرْتَدِي البُشرَى ..

يُخبِرُنِي ،

بِأنّ " آلامِيْ " التي كَانَت ..

بَعْدَ اليَوْمِ صَارَ اسْمُهَا " ذِكْرَى 

و أنّ عُسْرَهَا وَلّىَ ،
وَحَلّ مَكَانَهُ اليُسْرَا ..


طُهر ~


"

7 سيزداد البهاء بتعليقكم ~:

غير معرف يقول...

لا بأس طهوراً إن شاء الله :)

وألف حمد لله على سلامة فاطمه

مريوم أبدعتي بالتعبير كعادتك :*

الله يخليكم لبعض !! :)

فاطِمَة ~ يقول...

كلمات نديّة يا مريم :")
الحمد لله على سلامتها، وزادها الله همّة :)

بــشرى يقول...

فرحت.. وجداًوالله =)
كولادة من جديد هو شعور فاطمة على ما أظن !
وكشعور الفرح بالمولود الجديد هو شعورنا,,
والرسالة أكبر دليـــــــل..
شافا الله كل مسلم وكفر عنهم سيئاتنا وسيئاتهم,

غير معرف يقول...

كم هو جميل ان تعبري عن حدث صعب بهذا الاسلوب ..
فقد شعرت بكل مافي ..
الحمد لله على سلامة فاطمه ...

غير معرف يقول...

آآه كلمات راائعة :)
الحمدلله على شفاء فاطمة
دمتِ مبدعة يا مريم ..

Hanan يقول...

وصلتني هذه الكلمات الرائعة منذ أن أرسلتها لغاليتي فاطمة
وسألتها عن كاتبتها
ولعل صدفة قدرها الله عز وجل قادتني إلى مدونتك الرائعة

شكراً لكِ على كلماتكِ الطاهرة

غير معرف يقول...

بسم الله ما شاء الله...اسلوب راقي و رائع

إرسال تعليق